أرقام وإحصاءات

آفاق جديدة لمكافحة تلوّث الهواء بتقتية نانوية إيرانية


تحول تلوّث الهواء في المدن الكبرى منذ سنوات إلى مشكلة مزمنة تتفاقم حدّتها مع حلول كل شتاء. ورغم تعدد مصادر هذا التلوّث، تبقى الأنشطة الصناعية من أبرز العوامل المسببة لانبعاث الجسيمات الدقيقة جداً في الأجواء المحيطة بالمدن.

وفي هذا السياق، نجحت شركة «نانو فناوران خاور» المعرفية في تطوير فلاتر صناعية نانوية قائمة على تقنية الألياف النانوية، ما أتاح حلاً عملياً للحدّ الكبير من ملوّثات المصانع.

وتُعد هذه الشركة من المنتجين المحليين البارزين لفلاتر جمع الغبار الصناعية، كما طوّرت إلى جانب ذلك تقنية الغزل الكهربائي وإنتاج الكمامات الصناعية النانوية. ويؤكد أمير حسين تقوي، المدير التنفيذي للشركة، أن رفع كفاءة الترشيح بعشرات النسب المئوية بات أمراً ممكناً بفضل هذه التكنولوجيا.

ويُعد تلوّث الهواء أحد أخطر التحديات البيئية التي تواجه البلاد منذ سنوات، إذ تشهد مدن كبرى مثل طهران ارتفاعاً ملحوظاً في تركيز الملوّثات خلال فصل الشتاء.

ويُسهم في ذلك عدد من العوامل، من بينها ظاهرة الانعكاس الحراري، والكثافة العالية لحركة المركبات، واستخدام أنواع مختلفة من الوقود. غير أن دور المصانع والمنشآت الصناعية الواقعة على أطراف المدن يُعد من أبرز مصادر انبعاث الجسيمات العالقة الدقيقة.

وتتميّز هذه الجسيمات، التي لا يتجاوز قطر بعضها 2.5 ميكرون، بقدرتها على المرور بسهولة عبر أنظمة الترشيح التقليدية، لتنتشر في الهواء المحيط، ما يشكّل خطراً كبيراً على صحة الأطفال وكبار السن ومرضى القلب والجهاز التنفسي.

ورغم الجهود المبذولة خلال السنوات الأخيرة لرفع المعايير البيئية في القطاع الصناعي، يرى كثير من الخبراء أن غياب التكنولوجيا المتقدمة في مجال الترشيح الصناعي ظلّ العائق الأبرز.

وفي هذا الإطار، قدّمت هذه الشركة المعرفية حلاً مبتكراً قائماً على الألياف النانوية وتقنية الغزل الكهربائي، يتمتع بقدرة عالية على تقليل التلوّث الصناعي.

ويوضح أمير حسين تقوي أن انطلاقة عمل الشركة جاءت بعد ملاحظة القصور في الفلاتر الصناعية الشائعة، قائلاً:

«سنوات من العمل الميداني مع المصانع كشفت لنا محدودية الفلاتر التقليدية، إذ كانت كميات كبيرة من الجسيمات الدقيقة تمر عبرها، ما يعني أن السيطرة الكاملة على الانبعاثات لم تكن متحققة.

هذا الواقع دفعنا إلى تطوير فلاتر نانوية قادرة على احتجاز جسيمات أصغر بكثير».

وبدأت الشركة نشاطها أوائل العقد الثاني من الألفية، وواجهت في مسار تطوير منتجاتها تحديات متعددة. فالنماذج الأولى لم تحقق الأداء المطلوب، ويقول تقوي:

«الاختبارات الأولية لم تكن تبشّر بالوصول إلى المستوى المعياري الذي كنا نطمح إليه».

إلا أن فريق البحث والتطوير، من خلال تحسين التركيبات وتعديل أساليب الإنتاج، نجح في تصنيع فلاتر نانوية تفوق بكفاءتها الفلاتر التقليدية بشكل واضح.

وتعتمد هذه الفلاتر على طبقات من الألياف النانوية، ما يمكّنها من التقاط الجسيمات التي يقل قطرها عن ميكرون واحد بكفاءة عالية جداً. ويؤكد تقوي أنه في حال استخدام هذه الفلاتر بشكل كامل في خطوط الإنتاج، فإن مساهمة المصانع في تلوّث هواء المدن ستنخفض بشكل ملموس.

ويضيف:

«تعتمد مؤشرات تلوّث الهواء أساساً على الجسيمات التي يقل قطرها عن 2.5 و10 ميكرونات. فلاترنا قادرة على إزالة جزء كبير من هذه الجسيمات عند مخارج المصانع. وعند استخدامها بالشكل الصحيح، تتراجع حصة الصناعات في التلوّث، ليبقى الجزء الأكبر مرتبطاً بمصادر أخرى مثل المركبات».

ولم تقتصر أنشطة الشركة على إنتاج الفلاتر الصناعية فحسب، بل شرعت أيضاً في تصنيع كمامات نانوية مخصصة للاستخدام في البيئات الصناعية، بالاعتماد على تقنية الألياف النانوية.

ويوضح تقوي أن العديد من الكمامات المتداولة في المصانع ذات جودة متدنية وتقاوم مرور الهواء، ما يسبب صعوبة في التنفس للعمال، في حين تعتمد الكمامات النانوية التي تنتجها الشركة على طبقة رقيقة من الألياف النانوية تزيد من قدرة الترشيح من دون الحاجة إلى زيادة عدد الطبقات، وتُسهّل عملية التنفس.

وخلال جائحة كورونا، ومع توسّع خط إنتاج الكمامات، واجهت الشركة طلباً متزايداً، غير أن الحاجة الملحّة في الداخل حالت دون تصدير هذه المنتجات.

ويشير تقوي إلى أنه حتى عندما أبدت دول مثل روسيا وهولندا اهتمامها بشراء الكمامات أو الفلاتر الصناعية النانوية، فإن العقوبات وصعوبات الحصول على الشهادات الأوروبية حالت دون إتمام تلك الصفقات.

ويُعد التعاون غير المكتمل مع شركة هولندية أبرز تجربة تصدير لم تُستكمل، إذ يقول تقوي:

«كانت الشركة بحاجة إلى ترشيح جسيمات فائقة الدقة، وبعد البحث توصّلت إلى أن التكنولوجيا المطلوبة متوفرة في إيران. قمنا بتصنيع العينة وإرسالها بصعوبة عبر مسافر. جاءت نتائج الاختبارات ممتازة، لكن العقوبات ومشكلات الحصول على الشهادات الأوروبية منعت توقيع العقد».

وتُعد هذه الشركة اليوم من أبرز الشركات المحلية المنتجة لفلاتر جمع الغبار الصناعية الحاصلة على شهادة المقياس النانوي.

وإلى جانب الإنتاج، تقدّم الشركة خدمات طلاء بالألياف النانوية لمنتجي الكمامات الآخرين، ما أسهم في رفع جودة منتجات شركات أخرى وتطوير تقنية الغزل الكهربائي داخل البلاد.



■ مصدر الخبر الأصلي

نشر لأول مرة على: yalebnan.org

تاريخ النشر: 2025-12-20 18:02:00

الكاتب: ahmadsh

تنويه من موقعنا

تم جلب هذا المحتوى بشكل آلي من المصدر:
yalebnan.org
بتاريخ: 2025-12-20 18:02:00.
الآراء والمعلومات الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي موقعنا والمسؤولية الكاملة تقع على عاتق المصدر الأصلي.

ملاحظة: قد يتم استخدام الترجمة الآلية في بعض الأحيان لتوفير هذا المحتوى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى